أعلن محمد حسني مبارك عن رغبته بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية في مصر. ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن اللواء مبارك، ابن عم الرئيس المصري المخلوع انه سيشارك في الانتخابات بصفته لواء شرطة سابق، وليس كأحد أقرباء الرئيس السابق، مشددأً على انه كان مع المتظاهرين في ميدان التحرير "للشد من أزرهم" في مواجهة نظام فاسد، علماً ان الأمر كاد ينتهي بقتله لكونه من أقرباء مبارك.

وكانت قناة "الحياة" المصرية قد أجرت لقاءً مع محمد حسني مبارك اللواء بعد مرور أقل من شهر عن تنحي محمد حسني مبارك الرئيس عن السلطة، تحدث من خلاله عن علاقته بابن عمه التي اتضح بحسب اللقاء انها لم تكن على ما يرام، وإلا لحمله المتظاهرون على أكتافهم كأحد الأقربين الأولى بالمعروف المضطهدين، عوضاً عن استهدافه على حد تعبير البعض.

وعلى الرغم من ان اللواء محمد حسني مبارك استهل اللقاء بمدح الرئيس محمد حسني مبارك، واصفاً إياه بأنه "يحب العدل" وبأنه ابتدأ مشواره الرئاسي بلاءات 3 هي: "لا قرابة" و"لا وساطة" و"لا استثناءات"، إلا انه أخذ على ابن عمه ابتعاده شبه الكامل عن أقربائه وانه كان يتواصل معهم نادراً وفي المناسبات العائلية فقط، مشيراً الى ان نفوذ "سيدة القصر" سوزان مبارك وأقربائها كان قوياً ومؤثراً.

كما أشار مبارك في اللقاء الى انه ظُلم في انتخابات خاضها من قِبل رموز النظام السابق كصفوت الشريف وخاصة أحمد عز، الذي "زوّر" نتائج الانتخابات بهدف استبعاده، مشدداً على انه طلب من المقترعين عدم التصويت له لمجرد انه ابن عن "القيادة السياسية"، بل لأنه قريب من أبناء بلده وعلى علم بالمشاكل التي تواجههم.

وعن اسمه "الذي تسبب بالكثير من المشاكل بالنسبة له" قال اللواء مبارك ان والده منحه هذا الاسم تيمناً بابن أخيه، أول ضابط جيش في العائلة الذي تخرج من الكلية العسكرية في السنة التي ولد فيها اللواء.

وأضاف انه لم يستغل الصلة العائلية بينه وبين الرئيس الذي لم يكن يعير هذه الصلة اهتمامأً يُذكر، وانه يعتز بنفسه ولديه كبرياء يمنعه من ان يطلب شئا لنفسه، رافضاً الإجابة على سؤال آخر عن مرة تواصل فيها مع الرئيس أو أحد إخوته للاطمئنان عليه مشيراً الى ان ذلك كان منذ فترة طويلة.

وفي نهاية اللقاء عبر اللواء مبارك عن ثقته بأن الرئيس كان ضحية مؤامرة توريث الحكم لنجله جمال، حاكها وزير الداخلية في حينه، وان نوّه بضرورة محاكمة الرئيس المخلوع بسبب الفساد الذي استشرى في البلاد، معرباً عن دهشته إزاء هذا الفساد الذي كان يظن انه يتعلق بجوانب سياسية بحتة تتمثل في كبت الأفواه وتقييد الحريات وتزوير الانتخابات، ليفاجأ بأن الفساد الاقتصادي كان لم يكن أقل وطأة على الشعب المصري.

وقد استبعد كثيرون ان ينجح اللواء حسني مبارك بالحصول على أصوات كثيرة في الانتخابات الرئاسية اذا ما شارك فيها بالفعل، مشيرين الى ان رصيد الرجل لا يزيد عن اسمه الذي أصبح في رأي الكثير، ان لم يكن معظم المصريين مرادفاً لكل ما هو سلبي وهو وحده كفيل بأن يسقطه، مما سيحول دون استبدال حسني مبارك بحسني مبارك تحت أي ظرف، وان الشعب المصري لن يستنسخ الهتاف الفرنسي الشهير ليهتف "رحل مبارك .. حلّ مبارك".